الكلاب من الثدييات الأليفة التي نعرفها في وقتنا الحالي وتنتمي لفصيلة الأنواع الفرعية للذئاب الرمادية. وتعتبر الكلاب ذات صلة بالثعالب وابن أوى.

لقد تطورت الكلاب من الذئاب الرمادية إلى أربع سلالات متميزة وفريدة والتي لاتزال موجودة حتى يومنا هذا. وهذا التطور بسلالات الكلاب اعتمد بشكل كبير على البشر الذين استخدموا الهندسة الوراثية لخلق سلالات جديدة من الكلاب اعتمادا على حاجاتهم ورغباتهم.

إذا عدنا بالتاريخ فنجد أنه من الواضح أن الكلاب قد أنجزت الكثير من الوظائف الاجتماعية جنبا إلى جنب مع الإنسان والشيء الذي يجعل الأمر مثيرا هو قدرة الكلاب على الفهم والاستيعاب في أجزاء مختلفة من هذا العالم المتنوع.

على سبيل المثال: في البلدان الغربية كانت العلاقة بين الكلاب والإنسان ذات أهمية كبيرة. بسبب المميزات التي تميزت بها الكلاب عبر التاريخ مثل الصداقة والوفاء

لسوء الحظ بعض البلدان أهملت تقدير قيمة الكلاب ولم تعطيهم القدر اللازم من الاهتمام. في الواقع بعض البلدان استخدمت الكلاب للحراسة أو للطعام فقط لا غير.  في حين كان من الشائع جدا لدى البلدان الغربية تربية الكلاب ورغايتهم وتقديم العاطفة لهم.

وفيما يلي بعض الأدوار المثيرة التي لعبتها الكلاب عبر التاريخ:

1-مخلوق شُبه بالآلهة

في مصر القديمة كان يعُتقد أن لدى الكلاب صفات كصفات الالهة والتي جعلتها أفضل منزلة من بقية الحيوانات. فالناس الذين امتلكوا الكلاب وربوها في تلك الفترة كان يعتقد أنهم ينتمون إلى منزلة عالية في مجتمعاتهم.

في الواقع كانت الكلاب تُدلل وترفه من قبل مالكيها وإذا ألقيت نظرة على صور المصريين القدماء ستلاحظ وجود الكلاب مع المجوهرات والذهب. حتى أنه كان يُقدم لهم أفخر أنواع الطعام.

لم تكن الكلاب مجرد أفضل صديق للإنسان بل كانت أيضا بمثابة حارس له. فقد اعتماد الخدم بشكل كبير في الحماية على الكلاب لدرجة أنهم أرادوا أن تقوم الكلاب بحمايتهم حتى بعد وفاتهم.  إحدى المرات توفي أحد الخدم فقاموا بدفن كلابه معه

2-صيادين وحراس

لقد شكلت الكلاب جانبا هاما من جوانب تطور الإنسان والحياة البشرية. فكانت الكلاب من أول الحيوانات الأليفة التي تربت مع الإنسان في مسكنه

وفي الصيد كان للكلاب دور هام في المجتمعات حيث أضيفت الكلاب للتجمعات كمساعد في عملية الصيد وكحارس من الحيوانات المفترسة وفي الواقع فقد أثبتت الكلاب قدرتها على كونها أسرع وأقوى من الإنسان الشيء الذي أكسبها قيمة واعجاب وتقدير شديد في تلك المجتمعات بالإضافة إلى قدرة الكلاب على الرؤية والسماع بشكل أفضل والذي جعلها مناسبة بشكل كبير للمجتمعات التي تعتمد على الصيد والتجمع لأجل العيش

منذ حوالي 7000 إلى 9000 عام مضت بدأ الناس بالاعتماد على تربية الماشية مثل الماعز والخراف والتي كان للكلاب دور كبير في عملية التربية تلك فلقد كانت الكلاب مسؤولة عن حماية القطعان من الخطر، وبمعنى أخر كانت الكلاب بمثابة رعاة أو حرس

3- رفيق وشريك

كما ذكرنا سابقا لقد ربى الإنسان العديد من الكلاب لوظائف اجتماعية مختلفة تعتمد على حاجات المجتمع ورغباته

على سبيل المثال فلقد قيل إن سلالة كلاب الترير والتي وجدت بشكل خاص في إنكلترا لاصطياد القوارض من المزارع ومخازن الحبوب بالإضافة إلى أن كلاب التشيهواهوا كانت من السلالات التي تميل بشكل كامل لتلبية حاجات الرفقة والصحبة. وسلالة لاب دوكز وهي كلاب صغيرة تعتبر أيضا من الحيوانات الأليفة للرفقة واللعب

ولم يتوقف دور الكلاب هنا فقط ففي الواقع كانت الكلاب جزء لا يتجزأ من عمل أقسام الشرطة في العديد من البلدان فمن المحتمل أن ترى الكلاب المدربة بجانب رجال الشرطة في مسرح الجريمة وذلك بسبب حاسة الشم والرؤية التي تسمح لهم أن يكونوا بمثابة المرجع الكبير في كثير من الحالات

بالإضافة إلى أنه ينصح بالكلاب للناس المصابين بالعمى والذين يحتاجون إلى الإرشاد والرفقة خلال حياتهم اليومية

4- لأغراض علاجية وشفائية

لقد شاهدنا مؤخرا ازدياد الوعي حول الصحة الذهنية والسعادة والتي تعتبر الكلاب جزءا هاما من هذا الموضوع أيضا

فغالبا ما تجد الناس تلجأ إلى لكلابهم للحصول على الدعم النفسي ففي الحقيقة لقد أُثبت أن امتلاك حيوان أليف يحسن من الصحة الذهنية للعديد من الناس. فالكلاب تعطيك قدر كبير من المتعة وتشعرك بإحساس الراحة والارتياح النفسي وخصوصا بالنسبة للأشخاص الذين يستمتعون بالصحبة.

ولقد استخدمت الكلاب أيضا لأغراض علاجية كجزء من عملية التمريض في المنازل والمشافي لتحفز المرضى على التعافي بشكل أسرع

العلاقة بين الكلاب والبشر موجود من زمن طويل قبل الان. إنه من الممتع أن ترى كيف أن الكلاب قد تركت بصمنها في حياتنا فهم يحمونا ويعطونا الرفقة وحتى لديهم القدرة على شفائنا

فنحن بالتأكيد نحب الكلاب وماذا عنك أنت هل تحبهم أيضا؟

دعنا نعرف رأيك في قسم التعليقات في الأدنى